Kamis, 22 Maret 2012

الاجـتهــــــــاد المعـــــــــــاصر



المقــــــــــدمة
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا حسنا . والصلاة والسلام على سيدنا محمّد القائل  : (( إذا حكم الحاكم  ، فاجتهد وأصاب  ، فله أجران  . وإذا حكم  ، فاجتهد فأخطأ  ، فله أجر واحد )) ، وعلى آله وأصحابه أجمعين  .
أما بعد ، فقال الله تعالى : ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ   ﮀ  ﮁ  ﮂ  ﮃ  ﮄ  ﮅ  [المائدة  : 3] وذلك يعني أن الله تبارك وتعالى قد أكمل دينه للأمة الإسلامية وأتم بذلك نعمته عليها . وإكمالُ الدين يعني استقلال الشريعة بأصولها وفروعها ، واستغناءَ المسلمين عن أن يسْتورِدوا أنظمةً من أيّ تشريع أرضيٍّ ، كما يعني الدوام والخلود لهذه الشريعة لتحكم في حياة الناس مادمت الحياة قائمةً . ومن أجل اتسمت به الشريعة الإسلامية من سمات أبرزها العموم والخلود ، كانت أحكامها شاملةً لكافة ميادين الحياة البشرية . والشمول لا يقصد به أنه قد نص على حكم كل واقعة مما يستجد ويستحدث من أمور مستقبلة ، وإنما هو أن الشريعة أتت بالمبادئ العامة والقواعد الأساسية والخطوط العريضة لتنْدرج تحتها كافة القضايا ، والأمور التي تتغيّر بتغير الأزمان والعادات والأعراف والبيئات .
ومن هنا كان منصب الاجتهاد في الشريعة فرضاً على الأمة ؛ لأنها بواسطته تسير في حياتها على شريعة الله ، وتحتكم إليه . ولهذا ، فقد اهتمّ الأصوليون بالاجتهاد باعتباره مظهر أحكام الله تعالى في الوقائع التي لم يرد نص صريح . يُضاف إلى هذا ، أن الوقت المعاصر  - بما فيه وقائع جديدة وحوادث مختلفة ومشكلات كثيرة -  يحتاج إلى اجتهاد المجتهدين ، وفكر الباحثين المؤمنين ، ونظر العاملين  المخلصين المعتصمين بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله  ﷺ . وهؤلاء جميعا لا يبْنون على غير أساس ، ولا يشيدون على غير قواعد راسية ، ولا يفتون دون اعتماد على نص صريح مؤيّد بتشريع عمليّ ممن بلغ الأمانة ، وأدّى الرسالة وشقّ الطريق وأنار السبيل وبثّ في الأمة حب التحاكم إلى كتاب الله وسنة الرسول  ﷺ .

التمهيــــــــــــد
سبب اختيار هذا الموضوع
            لا شك ولا ريب ، أن الاجتهاد أمر ضروري . ولابد على كل مسلم أن يعرف الأحكام الشرعية . ومعرفة ما يتعلق بها أمر ضروريّ أيضا ؛ لكي يعرف كيفية الاستدلال بها . والاجتهاد هو أساس الطريق في مباني هذه الأحكام إذا لم يوجد فيها نصٌّ صريحٌ خاصةً . فلأجل ذلك ، أقوم بهذا الجهد بعبارة مختصرة ، ومعلومة محدودة ، موضّحا على القارئ فيما يتعلق بالاجتهاد في عصرنا الحاضر .
أهداف البحث
نهدف بهذا البحث إلى تضميم الأمور المتعلقة بكيفية الاجتهاد المعاصر ، وجمع أنواع أفكار العلماء في عصرنا هذا ؛ لكي نعرف مناهجهم في البحث بالنصوص المتعلقة بالأحكام على النوازل المعاصرة خاصةً ، وتسهيلًا على المبتدئين مثلي في استعداده بالتبحّر على الجهد بالاجتهاد .
مشكلة البحث
1.    ظهور المسائل التي لم توجد عليها الأحكام بالنص في النوازل المعاصرة .
2.    أوهم الناس على أن الاجتهاد شيء مخيف .
3.    إبعادهم عن النظر والتدبّر في الأحكام الشرعيّة بسبب ذلك التوهّم .
أهمية البحث
ومن أهمية هذا البحث ، معرفة الأشياء المتعلقة بالاجتهاد خاصة في الوقت الحاضر -  من معرفة معناه ، ومَنْ هو المجتهد ، وعدد شروطه ؛ لكي نعرفه بالوضوح ونُطبِّقه في حياتنا ؛ لأن الاجتهاد أمر مهم في الدين ، فلا شك أن دراسته أمر مهم أيضا بقطع النظر عن تغير الزمان والمكان . فكما عرفنا بأن الأحكام الشرعيّة ليست كلها واضحةً ، بل يوجد في بعض الأحكام ما يحتاج إلى جهد المسلمين بأن يستنبطوا من نصوصه بأدلة أخرى حتى تصير واضحة  بينهم ، ولا شك بعمل ذاك الاجتهاد .

مناهج البحث
ينحصر هذا البحث على طريقة التي نسلكها حسبَ معرفتنا عن مناهج البحث العلمي المعتبَرة خلال دراستنا في الكليّة . نستطع أن أحدِّد خطوات المنهج في النقاط التالية :
1.    تحديد المصادر وجمع المادة :
أعني جمع النصوص والأقوال اللازمة لهذا البحث من مصادر القديمة والحديثة ، وخصوصا من القرآن الكريم والحديث النبوي اللذان هما أساسان من ظهور تلك الأقوال .
وسنفصّلها بصورة واضحة من كتب التفسير التي نعتمدها في تأويل الآيات ، وكتب الحديث ؛ متونه وروايته ، وكتب الأصولي من العلماء المتقدمين كالإمام الغزالي (505هـ) ، والمتأخرين كالإمام الشاطبي (790هـ) والإمام الشوكاني (1250هـ) ، والمعاصرين كالدكتور محمد سعيد البوطي ود/عبد الكريم زيدان ، وكتب البحوث الحديثية مثل ((اجتهاد الرسول)) للدكتور نادية شريف العمري ، وكتب مساعدة ككتب اللغة والتاريخ والفقه .
وما نقلتُه من هذه الكتب قد سجّلت في أسفل الصفحة عنوان الكتاب المنقول منه ، ورقم الصفحة ، واسم المؤلف . وفي آخرها عدد من أهم المراجع في هذا البحث منـ : اسم المطبعة ، ومكانها ، وسنة الطباعة .
2.    تقسيم البحث وترتيب فصولها :
فيحتوي هذا البحث على خمسة فصول وهي :
الفصل الأول    : كلمة الاجتهاد والمعاصر .
يبحث عن معنى  الاجتهاد لغةً واصطلاحاً وعلاقتهما وما يقتضي بهذين المعنيَين .
الفصل الثاني     : الاجتهاد تحت ضوء القرآن والسنة .
يبين عن بعض الأدلة القرآنية والسنية التي يُستنبط بهما على حكم الاجتهاد .
الفصل الثالث  : المهمات حول المجتهد .
ثم يشرع في هذا الفصل على شخصيّة المجتهد و شروطه و تطوراته من عصر إلى عصر .
الفصل الرابع    : آلات ومجالّ الاجتهاد .
يبحث عن أنواع أدلة الأحكام التي هي آلة الاجتهاد وتقسيمِها بحسب اتفاقها واختلافها . وفيه ، ذكرنا مجالّ الاجتهاد ومتى تصلح الأحكام بالاجتهاد . وفيه أيضا ، المقابلة والمقارنة بين المتقدمين والمعاصرين في التعامل مع النصوص الشرعيّة .  
الفصل الخامس : أهمية الاجتهاد في عصر الحديث .
في هذا المكان ، يحاول البيان عن مدى حاجة الأمة إلى الاجتهاد وأسباب استعماله في الوقت الحاضر .

0 comments:

Posting Komentar

 
;