Jumat, 05 Juli 2013 0 comments

الأشعار المؤثرة في نفوس الأخيار


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله الطيبين وصحابته المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.  أما بعد، فهذا كتيب يبحث فيه عن الأشعار المؤثرة في النفوس. ونخص في هذا البحث عن تأثيراتها في ذات النبي صلى الله عليه وسلم وبقية الأصحاب الأخيار.
وكما قد عرفنا، أنّ رسول الله r ليس بشاعر ولا بكاهن ولا بساحر. وإنما هو رسول من عند الله تعالى، أرسله الله تعالى خاتم الأنبياء والمرسلين، ليدل الناس طريق السلام وصراط المستقيم. وأيّده الله تعالى بوحي ذي قيمة عظيمة مظهر صدق رسالته، ألا وهو القرآن الكريم.
فقد ورد في القرآن أنه يرد على المشركين على استنكارهم للإسلام مدعّما بأقوال شعرائهم، وينزل بحقهم آيات بينات تفضح مواقف شعرائهم الجهيلية. فقال تعالى: ]والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون[ [ الشعراء: 224-226].
وفي المقابل، لقد ظهر شعراء المسلمين حيث أسلموا بأسباب مختلفة، منها لاطلاعهم ولمعرفتهم دقائق أسلوب القرآن الكريم الذي ليس من كلام البشر. وما زال عندهم قدرة في إبداع أشعارهم ويغيرون بعض الأسلوب الذين كانوا يستألفون في إنشاء أشعارهم قبل إسلامهم. فجعل شعراء المدينة الشعر سلاحاً فعالاً فيه قيم إيجابية وردود عملية على تحدي المشركين، فنزلت بقية الآية تخفف من حدة إثم الشعر: ]إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعدما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون[ [ الشعراء: 227]
وكان يقول: ((إنما الشعر كلام مؤلف، فما وافق الحق منه فهو حسن وما لم يوافق الحق منه فلا خير منه))  

أولا: تأثير الشعر في ذات النبي r
 فقد كان رسول r يريد أن يدخل الشعر في المعركة مع قريش وكان يقول: (( ما يمنع القوم([1])  الذي نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟)) فقال حسان بن ثابت: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، وقال: ((والله ما يسرّني به مقول بين بصري وصنعاء))([2]) .
وكان رسول الله r يرى في بعض الشعر حكمة، ويرى في البيان الواضح منه سحراً يأخذ بالألباب، وكل هذا يدل على نفوذ الشعر في عصره. وكان بين يدي المسلمين آنذك، حسان بن ثابت([3]). وهو شاعر الرسول r، واللسان المبين للدعوة الإسلامية، الذي خلّد مواقفها في غرر شعره، وأبلى بلاءً حميداً في المنافحة عن رسول الله r، وهجاء أعدائه، حتى كانوا يستجيرون بالرسول عليه الصلاة والسلام من وقع هجائه ومضاء لسانه، وكان حسان أيضاً شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر أهل اليمن في الإسلام.
وقد انبرى حسان منذ هجرة المصطفى r إلى المدينة للدفاع عن الإسلام وهجاء أعدائه، خاصة أولئك الشعراء من قريش الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما اشتد هجاؤهم لرسول الله r، قال رسول الله r:« مايمنع القوم الذين نصروا رسول الله بأسيافهم أن ينصروه بألسنتهم ؟» فقال حسان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، فقال رسول الله r:«كيف تهجوهم وأنا منهم ؟» فقال حسان: يارسول الله لأسلنك منهم كما تُسلّ الشعرة من العجين، فسُرَّ الرسول r به، وأكرمه ودعا له: أن يؤيده الله بروح القدس، ووعده الجنة جزاء منافحته عنه، ونصب له منبراً في المسجد الشريف ليلقي من فوقه شعره .
وقد سجلت كتب الأدب والتاريخ الكثير من الأشعار التي ألقاها حسان في مسجد سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهي في هجاء الكفار ومعارضتهم، أو في مدح المسلمين ورثاء شهدائهم وأمواتهم.
فمن الأشعار التي يهجو بها شعراء المشركين قوله من قصيدة ينافح بها عن النبي r ويهجو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب الذي هجا الرسول صلى الله عليه وسلم:

ألا أبلغ أبا سفيان عني فأنت مجوف نخب هواء
*
بأن سيوفنا تركتك عبداً وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
*
أتهجوه ولستَ له بكفءٍ فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركاً برّاً حنيفاً أمين الله شيمته الوفاء
*
فمن يهجورسول الله منكم ويمدحه وينصُره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
*
لساني صارم لاعيب فيه وبحري لاتكدره الدلاء([4]).

وربما أثّر الشعر في ذات الرسول r، فحمله على إصدار العفو عن الذين اتخذوا المواقف السلبية من الدعوة الجديدة، كما فعل مع كعب بن زهير. ومن هذا القبيل موقفه من قتيلة بنت النَّضر، فقد قتل النبي r أباها النّضر بن الحارث بن كلدة عقب معركة بدر، لشرّه وشدّة أذاه، فجاءته قتيلة فأسمعته([5]) :
أمُحَمَّدٌ ولأَنْتَ ضَنءُ نَجِيْبَةٍ


في قَوْمِها والفَحْل فحلٌ مُعْرِقُ

ما كانَ ضرَّكَ لو مننْتَ وربَّمَا


منّ الفتى وهو المغيظ المحنِقُ

فالنّضر أقربُ من تركْتَ قرابةً


وأحَقّهم إنْ كانَ عِتْقٌ يَعْتِقُ

معنى الأبيات:
1.  الضنء: الولد، والنجيبة: الكريمة، والمعرق: من له عرق في الكرم. والمعنى: يا محمد إن التي ولدتك كريمة قومها والذي ولدك سيد عريق في الكرم فأنت خلاصة شريفين.
2.  المعنى: إذا كنت كذلك فما كان يضرك لو مننت على أخي وأطلقته وليس هذا عيبا عليك إذ قد يعفو الفتى مع انطوائه على الغيظ والحنق.
3.    المعنى أن النضر أقرب الإسراء الذين أسرتهم إليك وأحقهم بالعتق إن وقع فكاك أو عتق([6]).

فرق لها الرسول r وبكى، وقال: ((لو بلغني شعرها قبل قتله ما قتلته)). ولكن، ليس معناه الندم؛ لأنه r لا يفعل إلاّ حقًّا. والظاهر، أنّ التأثير جاء من عند رسول الله من حيث هي فتاة فقدت معيلها ووالدها؛لأنّ الشعر- كما نرى- لا شيء فيه سوى الحديث عن مواقف يتخذها رؤساء القبائل في حروبهم، من عفو عند المقدرة، ومن كرم. وما كان رسول الله إلا نبيّاً رحيماً ليس إلا.
كذلك عفا النبي عن أسرى حنين من هوازن بشعر أبي جرول الجشمي وكان رئيس قومه، فوقف وهو بين الأسرى الذين أسرهم الرسول يوم حنين، وأنشده([7]) :
امْنِنْ علينَا رسول في حرم


فإنك المرء نرجوه وننتظر

امْنِنْ على نسوة قد كنتَ ترضعها


يا أرجحَ النّاسِ حِلماً حين يختبر

إنّا لنشكر للنعمى التي كفرت


وعندنا بعد هذا اليوم مدّخر

فلما سمع رسول الله r هذا الشعر قال : ((ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم)) فقالت القريش: ما كان لنا فهو لله ورسوله وقالت الأنصار:ما كان لنا فهو لله ولرسوله.

ثانيا: تأثيره في ذات عمر بن خطاب
ولعب الشعر الدور ذاته بعد الرسول r وفي أبرز مسائل العقيدة وفي ركن من أهم أركان الإسلام وهو الجهاد. فيحقق المخبّل السعدي غايته في استرداد ابنه شيبان الذي خرج مع سعد بن أبي وقاص إلى غزو فارس، وكان شيخاً مسناً ضعيفاً، فما برح يناديه ويتألم لفراقه ويدعوه للعودة ألماً عليه ووَجْداً، وحين لم يملك الصبر، مضى إلى الخليفة عمر، فأنشده([8]) :
أيهلكني شبيان في كلِّ ليلةٍ


لقلبي من خَوْف الفراق وجيبُ

ويخبرني شيبان أن لم يعفني


تعق إذا فارقتني وتحوبُ

فإن يك غصني أصبح اليوم بالياً


وغصنك من ماء الشباب رطيبُ

فإني حنت ظهري خطوب تتابعت


فمشي ضعيف في الرجال دبيبُ

أشيبان ما يدريك أن كلَّ ليلة


غبقتك فيها والغبوق حبيبُ

فأمر بأشخاصه إليه، وتأثر كثيراً فأمر بأن لا يغزو من له أب هرم إلا بعد أن يأذن لـه راضياً بهجرته. وعرف الشعراء نفوذ الشعر في عهد عمر، ففزع إليه أبو خراش الهذلي حين هاجر ابنه مع المجاهدين إلى الشام. فأنشده شعراً مؤثراً، فأمر برده عليه، وأصدر أمره السابق الذكر.

ثالثا: تأثيره في ذات علي كرم الله وجهه
وقد وقف أعرابي على عليّ بن أبي طالب، فقال: إن لي إليك حاجة رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك، فإن قضيتها حمدت الله تعالى وشكرتك، وإن لم تقضها حمدت الله تعالى وعذرتك. فقال له علي: خط حاجتك في الأرض فإني أرى الضرَّ عليك، فكتب الأعرابي على الأرض (إني فقير) فقال عليّ: يا قنبر، ادفع إليه حلتي الفلانية، فلما أخذها مثل بين يديه، فقال:
كسوتني حلّة تبلى محاسنها


فسوف أكسوكَ من حُسْن الثّنا حلَلا

إن الثّناء ليحي ذكرَ صاحبه


كالغيث يُحْي نداه السّهل والجبلا

لا تزهدِ الدَّهر في عرف بدأت به


فكلُّ عَبْدٍ سيُجْزى بالذي فعلا

فقال علي: يا قنبر أعطه خمسين ديناراً، أما الحلة فلمسألتك، وأما الدنانير فلأدبك، سمعت رسول الله r يقول: [انزلوا الناس منازلهم]([9]) .
ثم إنّ الثناء ليس إلاّ الإعلام ويكون في الإيجابي من الأمور. وهو في الشعر مقابل لوسائل الإعلام في عصرنا. فهي من أكثر الأمور نفعاً للمرء، فالصحف، والإذاعات، والرأي، والتصوير بأشكاله المتنوعة، في عالمنا المعاصر تعطي مردوداً إيجابياً لمن دارت حوله تلك الوسائل، إن كانت فيه تلك الصفات حقاً، وإلا فالمردود عكسي. ومردود تلك الوسائل لا يقل عن مردود الثناء الشعري الإيجابي عصرئذ. والله أعلم
0 comments

مصير أحوال المذهب في عصر إمامَي ابن حجر والرملي وما بعدهما



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وبه نستعين على أمور الدنيا والدين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن هذا بحيث يعبر عن ما يدور في ذهني حول الموضوع المطروح. وأحب أن أكتبه تحت العنوان " مصير أحوال المذهب في عصر إمامي ابن حجر والرملي وما بعدهما". وقد استفدت من عدة كتب، منها: الفوائد المدنية للإمام الكردي، ومطلب الإيقاظ لـلسيد عبد الله بن حسين بلفقيه، والفوائد المكية للشيخ أحمد بن علوي بن عبد الرحمن السقاف، والشافية:في بيان اصطلاحات الفقهاء الشافعية لـلسيد صالح بن أحمد العيدروس والمدخل إلى مذهب الإمام الشافعي لدكتور أكرم القواسمي وغير ذلك. فقد قسمت على عناوين صغرى كالتالي:   
أولا: استقرار المذهب على الرجوع إلى مصدرين في معتمده وتحقيقه.
أولهما ،إلى الإمام ابن حجر الهيتمي وهو شهاب الدين أبو العباس أحمد الهيتمي المصري المكي المتوفى سنة 974 هـ. وثانيهما، الإمام الرملي وهو شمس الدين محمد الرملي المصري المتوفى سنة 1004 هـ. وذلك، حيث يصدر عنهما في المذهب ومعتمده عند المتأخرين كما قرره جماعة ومنهم الكردي في الفوائد المدنية([1]) وغيرها. إلاّ أنّ ما يكون في كتب ابن حجر والرملي لا يخرج عن ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يتفقا على المذهب في كتبهما فالمذهب ما قرّراه عند محققي المتأخرين، وبه قطع جمهورهم.
الحالة الثانية: أن يختلفا إلاّ في شرح المنهاج، لكل منهما، فالمذهب على ما في شرح المنهاج لكل، وذلك، أن يعتمد الرملي في شرح المنهاج ما اعتمده ابن حجر في شرحه للمنهاج مع وجود خلاف ما اعتمداه في كتب أخرى لهما، وهذا هو الذي عليه محققو المتأخرين.
الحالة الثالثة: أن يختلفا في تقرير معتمد المذهب بحيث لا يكون فواق ولا في شرحي المنهاج فهذه الحالة اختلف فيها المتأخرون على ثلاث طرائق:
 أما الأولى: فطريق أهل الشام واليمن وما وراء النهر، وهي اعتماد ما قرره ابن حجر الهيتمي، والمعتمد من كتبه: تحفة المحتاج شرح المنهاج ([2]) .
وأما الثانية: فطريقة أهل مصر وهي اعتماد ما قرره الرملي، والمعتمد من كتبه نهاية المحتاج شرح المنهاج ([3]).
وأما الثالثة: فطريقة أهل الحرمين: (الحجاز) وقد أخذت صبغتين:
أما الأولى: فاعتماد ما قرره ابن حجر الهيتمي المصري ثم المكي، وهو الأصل عندهم، كذا قرره الكردي في الفوائد، وجماعة.
وأما الثانية: فحكاية ما يقرره ابن حجر والرملي دون اعتماد قول أحدهما، ويجوز أخذ قول أحدهما. كذا قرره الكردي في الفوائد في آخرين .
تنبيه: مشهور طريقة المتأخرين وعليها الأكثر اعتماد قول الرملي وتقديمه على ابن حجر الهيتمي ما لم يحكم بسهو الرملي من أصحاب الحواشي.
ثانيهما: ما فات ابن حجر والرملي من مسائل فالمشهور وقطع به محققو المتأخرين قاله الكردي في الفوائد أن المعتمد يكون وفق ما يلي:
أولا: يؤخذ بما اختاره شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله، والمقدم من كتبه شرح البهجة الصغير، ثم كتاب المنهج وشرحه له. الفوائد: (ص: 38) وما بعدها.
ثانيا: ما اختاره الخطيب الشربيني في كتبه .
ثالثا: ما اختاره أصحاب الحواشي على شروح المنهاج وغيرها بشرط عدم مخالفة شرحي المنهاج لابن حجر والرملي، وهم على الترتيب في التقديم :
-         أولهم علي الزيادي المتوفى سنة 1024 هـ
-         وثانيهم: أحمد بن قاسم العبادي المتوفى سنة 994هـ.
-         وثالثهم الشهاب عميرة.
-         ورابعهم: الشبراملسي تـ: 1087 هـ.
-         وخامسهم: علي الحلبي المتوفى سنة 1044.
-         وسادسهم الشوبري.
-         وسابعهم: العناني رحمهم الله. كذا ترتيب السبعة أصحاب الحواشي عند محققي المتأخرين([4]).
تنبيه جوز عامة المتأخرين لمن عنده قدرة على الترجيح الرجوع إلى ما قبل ابن حجر والرملي من الاعتماد على الرافعي والنووي وأخذ معتمد المذهب منهما على ما سبق تقريره. قرره جماعة ومنهم صاحب الفوائد. اهـ.
ثانيا: استمرار الاشتغال بتحليل مصطلحات المذهب
          لقد نبه صاحب كتاب "تبصرة المحتاج بما خفي من مصطلح المنهاج" بأنّ ما قيل عن بعض العلماء : "أنّ مصطلحات المذهب شيء جديد ابتكرها الإمام النووي"،ليس صحيحا. وذلك، لأن تلك الألفاظ التي استظهرها النووي في منهاجه -وقد سمي بعد ذلك بمصطلحات المنهاج- موجودة في كتب من سبقه من أئمة الشافعية كـ "المهذب" و"البيان" وهي أكثر ظهورا في "نهاية المطلب" وفي كتب الغزالي وكتب الرافعي في كتابه "فتح العزيز" وفي "المحرر" -أصل المنهاج-([5]).
          وعلماء الشافعية كغيرهم من العلماء استعملوا في مصنفاتهم مصطلحات خاصة بهم، أرادوا بها معاني محددة؛ وفقه هذه المصطلحات مهم جدا لكل دارس للمذهب الشافعي؛ لأنه إذا لم يعرف المقصود من كل منها لن يستطيع خلال قراءته في مصنفات الشافعية أن يفهم اجتهاداتهم وأدلتهم ويميّز بينها على الوجه الذي قصدوه ولا أن يعرف الراجح من المرجوح أو المعتمد والمفتي به من المتروك ونحو ذلك([6]).  فلذلك، استمرار اشتغال العلماء بتوضيح مصطلحات المذهب وتحريرها واختلافهم فيها أمر واقع من عصر قبل إمامي ابن حجر والرملي وما بعدهما.
ثالثا: التنويع في مراتب العلماء
مراتب العلماء ست :
-         أولا: مجتهد مستقل، كالأربعة وأضرابهم
-         ثانيا: مجتهد مطلق منتسب، كالمزني
-         ثالثا: أصحاب الوجوه، كالقفال
-         رابعا: مجتهد الفتوى، كالرافعي والنووي
-         خامسا: نظّار في ترجيح ما اختلف فيه الشيخان، كالإسنوي وأضرابه.
-         سادسا: حملة فقه، ومراتبهم مختلفة فيه، فالأعلون يلتحقون بأهل المرتبة الخامسة.
وقد نصوا على أن المراتب الأربع الأُول يجوز تقليدهم، وأما الأخيرتان فالإجماع الفعلي من زمنهم إلى الآن على الأخذ بقولهم وترجيحاتهم في المنقول حسب المعروف في كتبهم. ذكره في "مطلب الإيقاظ" ([7]).

رابعا: خلاصة ترتيب المفتي به من أقوال متأخري علماء المذهب :
فقد ذكره الأستاذ السيد صالح بن أحمد بن سالم العيدروس في كتابه "الشافية في بيان اصطلاحات الفقهاء الشافعية" ([8]) أنّ ترتيب المفتي به من أقوال متأخري علماء المذهب كالتالي:
1-       ما اتفق عليه الإمام محي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف ابن مرى النووي والإمام أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني.
2-                ما قاله به الإمام النووي حيث اختلفا ولم يوجد لهما مرجح أو رجحهما من بعدهما على السواء.
3-                المرجح من قولهما على غيره.
4-                ما قاله به الإمام الرافعي إذا سكت فيه الإمام النووي.
5-                ما جزم به الأكثر إذا لم يجزما بشيء.
6-                ما جزم به الأعلم.
7-                ما جزم به الأورع.
8-       ما جزم به الإمام أحمد بن حجر الهيتمي ثم المكي عند علماء الحجاز أو ما جزم به الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن حمزة الرملي عند علماء المصر.
9-                ما قال به شيخ الإسلام أبو يحيى زكريا بن محمد الأنصاري إذا لم يتعرضا بشيء.
10-           ما قال به شمس الدين محمد بن أحمد الخطيب الشربيني.
11-           ما قال به نور الدين علي بن يحيى الزيادي في حاشيته.
12-           ما قال به شهاب الدين أحمد بن قاسم العبادي في حاشيته.
13-           ما قال به شهاب الدين أحمد البرلسي المصري الملقب بـ عميرة.
14-           ما قال به نور الدين أبو الضياء علي بن علي الشبراملسي في حاشيته.
15-           ما قال به شمس الدين محمد بن أحمد الشوبري في حاشيته.
16-           ما قال به شمس الدين محمد بن داود بن سليمان العناني في حاشيته([9]).
والله أعلم بالصواب
0 comments

بحث في دراسات أصولية عن ســد الذرائــع



بسم الله الرحمن الرحيم


نحمد الله تبارك وتعالى أجزل الحمد ونثني عليه أطيب الثناء ونصلي ونسلم على سيدنا ومولانا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين وأصحابه الراشدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد، فإن هذا بحيث يحتوي على بعض أمور الذي يتعلق بالأدلة المختلف فيها.  وقد أخذت باب سد الذرائع، لما فيه من اهتمام العلماء بهذا الباب ولاشتباه الخلاف بينهم فيه. عسى أن يكون هذا الجهد القصير وسيلة للفهم بهذا الباب. وأسأل الله تعالى أن يوفقني كل الأمور،آمين. وقد قسمت هذا البحث على عناوين صغرى كالتالي:
المبحث الأول:
أولا: تعريــفه
          السد أي حسم المادة و الذرائع([1]) هي الوسائل؛ والذريعة هي الوسيلة والطريق إلى الشيء، سواء أكان هذا الشيء مفسدة أو مصلحة، قولا أو فعلا. ولكن قدغلب إطلاق اسم ((ذريعة)) على الوسائل المفضية إلى المفاسد. فلذلك، إذا قيل : هذا من باب سد الذرائع، فمعنى ذلك أنه من باب منع الوسائل المؤدية إلى المفاسد.
قال القرافي: إنه (( حسم مادة وسائل الفساد، دفعا لها، متى كان الفعل السالم عن المفسدة وسيلة إلى المفسدة))([2]).
قال الشاطبي: إنّ ((حقيقة قاعدة الذرائع هي التوسل بما هو مصلحة إلى مفسدة))([3]).

فكما أن هناك سد للذرائع لمنع الوصول إلى المفسدة، لأن الفساد ممنوع شرعا، وما يؤدي إلى الحرام فهو حرام. ولكن، هناك ذرائع قد تفضي إلى الطاعات والقربات، وهي حينئذ مطلوبة وليست بممنوعة. وعلى هذا، فقد أجمعت الأمة على أنها ثلاثة أقسام بحسب موقفهم سدًّا وفتْحًا:
أحدها: معتبر إجماعا كحفر الآبار في طُرُق المسلمين مع العلم أوالظن بوقوعهم فيها، ومنع شهاة الآباء للأبناء وبالعكس.
وثانيها: ملغى إجماعا كزراعة العنب، فإنه لا يُمْنع خشية الخمر.
وثالثها: مختلف فيه، هل يسد أم لا؟ وهي الذي نحن بصدده الآن كبيوع الآجال التي منعها مالك وأحمد رحمهما الله، للتهمة على أخذ الكثير بالقليل، أما الشافعي، فأجازها؛ لأنه نظر إلى صورة البيع الظاهر. فلذك، عرّفها سادة المالكية بأنّ الذريعة هي مسألة التي ظاهرها الإباحة ويتوصل بها إلى فعل المحظور([4]).

          فكما عرفنا، أنّ موارد الأحكام ينقسم على قسمين ،أولهما: المقاصد: وهي المتضمنة للمصالح والمفاسد في أنفسها، وثانيهما الوسائل: وهي الطرق المُفْضية إليها. والأخذ بدليل سد الذرائع راجع إلى الأخذ بدليل المصلحة. وحكمها كحكم ما أفْضَتْ إليه من تحريمٍ أو تحليلٍ، غير أنها أخفض رتبةً من المقاصد في حكمها. فالوسيلة إلى أفضل المقاصد أفضل الوسائل، وإلى أقبح المقاصد أقبح الوسائل، وإلى ما هو متوسط متوسطة.
ثانيا: مذاهـب العلمـاء فيه
المالكية والحنابلة يقولون بالمنع أي سد الذرائع. وقد بالغوا فيه حتى يقال أن ربع مذهبهم مبني على مبدأ سد الذرائع. ووجهة نظرهم أن سد الذرائع أصل من أصول التشريع قائما بذاته، ودليل معتبر من أدلة الأحكام تبنى عليه الأحكام، فما دام الفعل ذريعة إلى المفسدة الراجحة، والشريعة جاءت بمنع الفساد وسد طرقه ومنافذه، فلا بد من منع هذا الفعل. فنظروا إلى مقاصد الأفعال وغاياتها ومآلاتها فقالوا بالمنع ولم يعتبروا إباحته. ومن أمثلة عمل مالك بسد الذرائع أنه أفتى لمن رأى هلال شوال وحده ألا يفطر وتبعه الحنابلة؛ وذلك، لئلا يكون ذريعة إلى إفطار الفساق محتجين بما احتج به([5]).
وغيرهم كالحنفية والشافعية يقولون بعدم منعها. ووجهة نظرهم أن هذه الأفعال مباحة فلا تصير ممنوعة لاحتمال إفضائها إلى المفسدة. وقد نظروا إلى إباحته بغض النظر عن نتيجته. فقالوا بعدم منعه ترجيحا للإذن الشرعي العام الوارد فيه على الضرر المحتمل المتأتي منه، وإن كان في الواقع أنّ الحنفية والشافعية قد أخذوا به في بعض الحالات وأنكرا العمل به في حالات أخرى.



ثالثا: حجيته عند القائلين به
سد الذرائع حجة يُعمل به، وُيستدل به على إثبات بعض الأحكام الشرعية، أو نفيها؛وذلك لأمرين:
أولا:القرآن الكريم
 قال تعالى: ﮬ  ﮭ  ﮮ       ﮯ  ﮰ  ﮱ  ﯓ  ﯔ  ﯕ  ﯖ  ﯗ     ﯘﯙ   [ الأنعام:108]. فالله سبحانه هنا قد حرَّم سبَّ الأصنام التي يعبدها المشركون، لكون هذا السب ذريعة إلى أن يسبوا الله تعالى، فترك مسبته تعالى مصلحة أرجح من مصلحة سبِّنا لأصنامهم. فلذلك، أمرنا بترك سبِّ أصنامهم؛لأنه يؤدي إلى سبًّا الله تعالى، وهذا هو سد الذرائع.
ثانيا:السنة النبوية
عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه» قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: «يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه»([6]). نهي عن شتم الرجل أبوي غيره حتى لا يكون ذريعة إلى سب أبويه نفسه؛ لأن سب الغير يؤدي أليه.

المبحث الثاني: أثره في أحكام الفقهية، ممثلا بالمسائل الفقهية الواردة في كتبهم
1- قتل الجماعة بالواحد
اتفق جمهور الأئمة على أن الجماعة تقتل بالواحد سدّا للذرائع. وهم الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والثوري وأبو ثور وغيرهم من فقهاء الأمصار. وبه قال عمر حتى روي أنه قال: (( لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعا ))([7]). خالف الجمهورَ داود وأهل الظاهري،وهم يقولون بأن الجماعة لا تقتل بالواحد. فقد تمسك أهل الظاهري بقوله تعالى: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين) [المائدة: 45] .
وعمدة الجمهور، النظر إلى المصلحة، لأن القتل إنما شرع
Sabtu, 27 April 2013 0 comments

Ibu Rumah Tangga, Solusi Efektif Membendung Kenakalan Remaja



Tiga tahun yang lalu, negeri Indonesia dikejutkan dengan sebuah hasil penelitian yang dilakukan oleh BKKBN. Hasil survey membuktikan bahwa separuh dari perempuan lajang  yang tinggal di kota-kota besar di Indonesia telah kehilangan keperawanannya dan mengaku pernah melakukan hubungan seks sebelum menikah. Bahkan, tidak sedikit yang hamil diluar nikah. Lebih ironisnya, tak sedikit dari mereka yang berumur dibawah 17 tahun. Fakta menyedihkan ini telah mengancam kehidupan para remaja Indonesia di era globalisasi. Tidak bisa kita pungkiri bahwa penyebab utama terjadinya bencana moral bangsa ini adalah maraknya pergaulan bebas khususnya di kalangan remaja. Lalu, langkah preventif apakah yang dapat membendung serangan pergaulan bebas ini?
Menurut  hasil survey KOMNAS Perlindungan Anak terhadap 4500 remaja di duabelas kota besar di Indonesia pada tahun empat tahun silam, menunjukkan bahwa 62,7 % remaja SMP/SMA sudah tidak perawan atau tidak perjaka lagi. Sungguh fakta yang sangat memprihatinkan. Dimana pada saat itu, kemajuan teknologi yang menjadi faktor utama terjerumusnya para remaja kedalam pergaulan bebas belum begitu maju jika dibandingkan dengan kemajuan teknologi di tahun 2013 ini. Menurut Eli Risman Psi, selaku tim survey sekaligus ahli psikologi, mengemukakan bahwa perolehan angka prosentase yang sebenarnya pasti lebih besar dari apa yang telah terpublikasikan tersebut. Pasalnya, dari hasil penelitian di tahun 2007, banyak diantara pelaku yang pernah melakukan hubungan seks yang masih duduk dibangku SD kelas empat dan lima. Sedangkan prosentase data yang terupdate saat ini, hanya menemukan separuh dari jumlah prosentase seluruhnya. Disamping itu, tidak semua objek survey tersebut  akan berterus terang dan mengakui atas perbuatannya ketika diamati.

Sebelum kita  mencari langkah preventif memcounter ancaman seks bebas ini, ada baiknya jika kita sedikit mempertajam indera penglihatan kita terhadap faktor-faktor yang memicu para remaja untuk menyelami dunia hitam pergaulan bebas. Ada beberapa faktor utama, salah satunya yaitu kurangnya perhatian orang tua dalam mendidik anak. Sikap orang tua yang dibilang  acuh tak acuh terhadap pergaulan anaknya, tentu sangat mempengaruhi keadaan psikis si anak. Sehingga suatu saat si anak tersebut akan mengalami suatu kondisi dimana perhatian orang tua pada saat itu adalah penentu jalan hidupnya. Oleh karena itu, Kita dapat dengan mudah melihat perbedaan yang signifikan antara anak yang setiap harinya selalu mendapatkan perhatian dari kedua orang tuanya dengan anak yang jarang dan bahkan tidak pernah mendapatkan perhatian. Akibatnya, anak yang mendapat perhatian akan menghindar dari pergaulan yang tidak diinginkan oleh orang tuanya. Sebaliknya, anak yang kurang mendapat perhatian akan merasa bebas dan tidak terkontrol dalam membatasi pergaulannya. Kondisi ini akan mendorongnya untuk melakukan hal-hal yang semestinya tidak ia lakukan, karena ia merasa bahwa kedua orang tuanya sudah tidak ingin tahu-menahu terhadap perbuatannya.
Melihat trend yang sedang marak di negeri kita ini dan bahkan di negara-negara berkembang atau negara maju sekalipun, seperti trend wanita karir. Banyak dari kalangan wanita khususnya yang sudah berumah tangga menghabiskan waktu sehari-harinya untuk bekerja di luar rumah. Dengan kata lain, waktu untuk pekerjaan di luar rumah melebihi dari waktu pekerjaan yang ada di dalam rumah. Bahkan bagi yang tidak mempedulikan kewajibannya sebagai ibu rumah tangga, memanfaatkan waktu luangnya di rumah hanya untuk beristirahat dan bersantai dengan alasan beratnya profesi pekerjaan yang harus ia emban di kantor kerjanya sehingga yang tersisa hanyalah setitik tenaga guna menyelesaikan pekerjaan ringan ketika sudah sampai di rumahnya. Padahal, mendidik seorang anak tidak cukup hanya memberikannya nasihat saja, melainkan pengawasan juga sangat diperlukan.
Sebenarnya, problematika wanita karier sudah tidak  asing lagi didengar hingga saat ini. Sudah tidak diragukan lagi bahwa kepentingan karier seorang ibu rumah tangga akan berbenturan dengan kewajiban utama yang ia pikul sebagai seorang ibu yang mendidik putra-putrinya. Kontroversi ulama fikih hanya sebatas  boleh dan tidaknya seorang wanita bekerja di luar rumahnya. Namun, bilamana pekerjaan tersebut menyebabkan kewajibannya sebagai seorang ibu dari anak atau istri seorang suami terabaikan, maka para ulama sepakat melarang hal ini. Kita pun menyadari bahwa konsekuensi ini tidak lain demi kebaikan masa depan anak sebagai generasi penerus di era mendatang. Dan itulah amanat dan tanggung  jawab utama yang harus ia emban. Sebab, tidak ada seorang pun yang dapat menggantikan peran seorang ibu dalam tugas besarnya ini.
Mengingat  besarnya peran seorang ibu dalam mensukseskan masa depan anaknya guna membangun generasi penerus yang bermoral dan maju, maka seorang ibu hendaknya lebih
Kamis, 18 April 2013 0 comments

Antara Ujian Nasional (UN) dan Ujian Akhir Hidup




Relasi kehidupan manusia ibarat ikut UN. hingga Yaumal Hisaab

Manusia dan makhluk hidup lain diciptakan Allah SWT untuk hidup, tumbuh, berkembang biak, dan yang paling terpenting adalah untuk beribadah tulus kepada-Nya. Kita sebagai manusia merupakan makhluk hidup yang paling sempurna karena diberikan akal dan perasaan, dapat berpikir bagaimana memanfaatkan hidup yang begitu singkat, karena seperti yang kita tahu, pada akhirnya, kita juga akan kembali pada-Nya.
Kehidupan manusia di alam dunia ini, tidak lain hanya berkutat pada tiga tempat saja; di dalam perut ibu, di atas bumi, dan kembali ke perut bumi. Siklus permanen ini sudah menjadi ketetapan sunatullah. Dan kehidupan manusia di alam dunia ini pasti akan diakhiri dengan kematian, meski pada hakikatnya kematian ini tidaklah diartikan sebagai akhir dari segalanya. Manusia masih harus melewati fase berikutnya, yaitu fase kehidupan alam setelahnya, meliputi alam barzakh dan alam akhirat.
Dalam kehidupan di alam dunia ini pun, manusia tidak dihidupkan hanya untuk sekedar menghabiskan sisa umur yang diberikan, lalu kemudian mati meninggalkan urusan dunia begitu saja. Karena setelah itu, manusia akan melewati masa-masa menegangkan, yaitu masa pernyataan pertanggungjawaban atas segala apa yang telah dikerjakan selama berada di dunia. Allah SWT telah memberitakan kepada umat manusia tentang arti kehidupan dan tugas manusia di dunia. Bahwa tugas yang paling utama adalah beribadah, dan tujuan utama diciptakannya manusia tidak lain hanya untuk menghambakan diri pada Allah Sang Pencipta. Allah SWT telah berfirman dalam surat Al Dzariyaat ayat 56 :
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
"Dan Aku tidak menciptakan jin dan manusia melainkan supaya mereka menyembah-Ku."
Sebagaimana yang telah dipaparkan oleh Doktor Majid A’rsaan Al Keilaani dalam buku fenomenalnya yang berjudul “Philosophy of Islamic Education”, bahwa korelasi antara kehidupan dengan manusia adalah korelasi al-ibtilaa. Artinya, manusia dalam menjalani kehidupan hanyalah diuji dan dicoba. Tentunya, hal ini tidak menghapus tujuan utama diciptakannya manusia sebagai makhluk Allah guna menghambakan diri tulus ikhlas hanya pada-Nya. Berbagai macam rintangan dan cobaan akan datang mewarnai perjalanan panjang hidupnya.
Menurut Majid, yang dimaksud dengan al-ibtila adalah ujian ketaatan manusia dalam menghambakan diri kepada Allah Sang Pencipta dan ujian untuk senantiasa mengikuti arahanNya yang telah termaktub dalam Alquran dan Assunah serta mempraktekkannya di segala aspek kehidupannya. Lanjutnya, bahwa batas akhir dari ujian ini adalah tahap seleksi untuk dapat menikmati tempat impian terindah nan abadi yang bernama surga. Disitulah akhir perjalanan panjang ujian manusia.
Sama halnya Ujian Nasional, umur manusia diibaratkan durasi waktu yang disediakan untuk menyelesaikan soal ujian. Dan bumi yang lapang nan luas ini diibaratkan ruang ujiannya. Allah berfirman dalam surat Al Mulk ayat 2 :
(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)
"Yang menjadikan mati dan hidup, supaya Dia menguji diantara kamu, siapa diantara kamu yang lebih baik amalnya. Dan Dia Maha Perkasa lagi Maha Pengampun"
Sedangkan bahan materi yang diujikan terdiri dari tiga aspek. Pertama, segala sesuatu yang menghiasi dunia meliputi berbagai macam perhiasan, harta benda, kekayaan,
 
;